كمال الحبيب... بقلم الاستاذ المبدع حسن عيسى
عَلامَ الضَّيْمُ مِنْ هذا الجَمالِ
وَفاقَ النَّاسَ طُرَاً في المِثَالِ
لَهُ التَّمْثِيلُ ما فَنَّ الحِسانُُ
وَتَصنيفُ المَلاحَةِ في الخَيالِ
يَتِيهُ العاشِقونَ بلا دَلِيلٍ
بِبَحرِهِ عُوَّمٌ رَهْنَ الظَّلالِ
وَلكِنِّي الغَرِيقُ بِلا نَجاةٍ
وَلا تَفكِيكَ مِنْ تِلْكَ الحِبالِ
فَأُحكِمَتِ القِيودُ بِلا خَلاصٍ
فَكانَ الغَوْثُ مِنْ ضَربِ المُحالِ
يُجاذِبُ حُسنُهُ صَيداً عَلِيماً
وَكانَ الفَخُّ مِنْ ذاكَ الدَّلالِ
بِحَضرَتِهِ المُحِبُّ رَجا أماناً
وَهَلْ غَيْرُ المُقَدَّرُ بِالنَّوالِ
بُليتُ بِشادِنٍ يُسبي التِفاتاً
وَيُدمي القَلْبَ قَتلاً مِنْ قُبالِ
سُؤاۤلٌ دارَ في خُلْدي شَبِيهاً
هُوَ الأَصلُ على رَدِّ السُّؤآلِ
أُمَتِّعُ ناظِري مِنْ غَيْرِ جِهْدٍ
وَسَمْعِي عاشِقٌ بَيْنَ التَّسالي
وَيا لَهُ مِنْ رَشاقاتٍ بِسَيْرٍ
بِتَوْدِأَةٍ بِلا سَيْرِ العُجالِ
كَأَنَّ السَّيْرَ تَوْلِيفٌ لِشَادٍ
يُغَرّدُ شَدوَهُ عِندَ التَّوالي
فَكانَ المَشيُ رَقصَاً في وِقارٍ
مَهابةُ مَشيٍ نَزَقُ المَعالي
لَهُ وَجهٌ كَما لِلْشَّمْسِ سِفرٌ
وَبَدرٍ ظَلَّ في قَدَرِ الكَمالِ
عُيونُهُ ساحِراتٌ مِثْلُ شَيءٍ
أَساطِيرٌ مِنَ السِّحرِ الحلالِ
سِهامُ الطَّرفِ شَقَّتْ كُلَّ قَلْبٍ
يَرومُ القُربَ مِنْ هذا الجلالِ
بِحَضرَتِهِ المَسَالِحُ غائِراتٌ
وَلَيْسَ لِمِثْلِها سَعيُ الرِّجالِ
وَما الحُبُّ العَنِيفُ سِوى جِهادٌ
وَلكِنَّ الجِهادَ بِلا قِتالِ
فَعُدَّتُهُ على التَّحضِيرِ قَتلٌ
لِهَيبَةِ وَصلِنا رَوْعُ النِّزالِ
لَهُ الوَجَناتُ في لَمْعٍ وَوَردٍ
أَراني الزَّهْرَ لَمْعاً مِنْ خِلالِ
وَجِيدٌ مَرمَرِيُّ اللَّمْسِ صافٍ
أَعَارَ النَّعتَ في جِيدِ الغَزالِ
وَما شَكْلُ الهِلالِ لَهُ بِشَيءٍ
وَلكِنْ كانَ في مَعنى الهِلالِ
وِصالُهُ طَلَّةُ الأَعيادِ فيهِ
وَفيهِ السَّعدُ مِنْ فأْلِ الوِصالِ
"حسن عيسى "
تعليقات
إرسال تعليق