الزهرة البيضاء ..بقلم الاستاذ/محمد سعيد ابو النصر


الزهرة البيضاء
 (قصة نثرية )
بقلم / محمد سعيد أبوالنصر
الزهرة البيضاء.. امرأة ساحلية
تعيش على البحر  تحب السهر والشعر
تلبس قبعة .. وهي امرأة بدت في عيني متدلعة
جمالها  في نظارتها  وقبعتها
إن خلعتهما ذهب نصف جمالها
ولو وصفت بهما
فيمكن أن تقول عنها
هل شاهدتم القمر
يطل علينا كالقدر
بقبعة  كأنها خَدَرْ
تتدلع بها طَرَر
تحمل جمال الزهر
ونظارتها فيها
لمعة الضياء
وقبعتها زادتها بهاء
فهي امرأة من ماس
ورؤيتها  تسعد الحواس
فهل تعطيني
سيدتي نظارتك
لأكتب بها في هذا الدفتر
كلمات من عنبر
لأسطر بها أحلامي
الأخضر منها والأحمر
سيدتي كان وعدًا إن كتبتُ
أن أنال منك سُكر
كُنتِ أكبر... كنتُ أصغر
ما أناله قطعة جوهر
فهل تمنحيني منك عنبر
أم ما أقوله صار أخطر
 فمتى يغني قلبي ويزهر
وبساتين الشوق فيه تزهر
أجيبيني يا عروس مرمر
قالت أنا أكبر منك سنًا
أنت أصغر
قلتُ حبي لك أكبر
ألف عام
يكفيني منك بسمة
 تُحيي الغرام
يكفيني منك لمسة
فيها كل الحنان
أنا لم أنظر لك
كأنثى تُرْضي الغرور
فقلبي  ينظر  لك كأجمل حور
لكن يُحزنني سيدتي
 أهات في عينيك تترى
أحزان تطرد أحزنًا
لكن إيماني باق
لأقتل تلك الأحزان
أمسكها  فوق الخلجان
وأرميها في  بحر الأحزان
لتجري مع هذا البحر العابس
وأرقص فوق الشطآن
فشكرًا سيدتي  لحب
أسعدني  أدبني
علمني هذبني
فأنت  القلب الكبير
وحُبي لكِ  ما له أبدًا بديل
وحبك . . ألف نافذة
وإن كان الطريق إليك طويـل.
ووصولي إليك
  ليس من المستحيل
قالت كن صديقًا
فأنت نعم الصديق
قلت: أتريدين مني
أن أكون قلبًا جاحدًا
وقد أشعلت في قلبي الحريق
أتريدين مني
أن أكون وجهًا جامدًا . .
وتضيعين منى الطريق
أتريدين مني أن أكون صديقًا
بعد ما سرت الطريق
من الصعب أن أصير رقيقًا
 ويعيش قلبي في ضيق
أبعد أن كنتِ شذًا
 وكنتُ أنا الرحيق
تطلبين منى أن أكون  صديقا.
أظنك قد وجدت طريقا غير الطريق
فلستِ كما كنت  أظن
امرأة متدلعة
وقبعتك كانت  مجرد  وهم ...
ولم تك ماتعة
ولقد  أيقنت بأن خبرتك
 في الحياة واسعة
وليس عجيبا منك
أن أراك مودعة
فقالت : ظلمتني
ولقد أبحرت من ألف عام
وفي بحر عينيك أغرق
وكتبت رسائل حب
والحنين إليك يتدفق
وقطعت أسفارا وأميالًا
وما زال القلب مرهقا
وأزحت عن سمائي الغموم
وشوقي إليك مشفق
وصار قلبي في عياء
وسألت الطبيب عن دواء
فقال: أبشري
السماء  لا بد أن  تشرق
فيا فتى البحار
أتتركني بلا شط ولا قرار
فرد وقال :صعبٌ على الاعتراف
وأن أقول :بأن قلبي منك في شغاف
صعب على ـأن أقول : بأن قلبي مختطف
فهل تقبلين  مني الأسف  ..
وإن كنت أعود واعترف
  بأن غدًا سيختلف .
فعيناك سهام
ترمي بالعشق والغيرة
وتكسوها دروع
تنتزع القلوب النضيرة
والعمر في عينيك
 لحظاته قصيرة
فمدت يدها وقالت :
أشواقي إليك غزيرة
وسأسافر إليك
 ولو أخد السفر الليالي الطويلة
وهناك سيتقابل الأمير بالأميرة ....
ويحدوهم شوق للحياة النبيلة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا قاضي الغرام.... بقلم الاستاذ المبدع مارس نورالدين

بائعة الخبز....بقلم الشاعرة الرائعة الاستاذة نعيمة حرفوش

عزف على اوتار القلب..بقلم الشاعر الغريب