تغريبة...للشاعر المبدع محمد الزهراوي أبو نوفل.

تغريبة..
أمل دنقل
يذوب كزَيْتِ
قِنْديلٍ ويعْبُدُ
ناري يا غَمامة..
من أجْلها كانَ الْمَطَرَ.
للأسْمَر عِطْرُ الورْدةِ
لهُ قوامُ الْمَعْشوقِ
ووَجهُ العاشِقِ.
هُو عُبابُ بَهاءٍ
اَلفُسْتُقِيُّ
يُحِبُّ عُرْيَها في
تِلْكَ الْقِمَمِ..
ويَصْهَلُ عِشْقاً إلى
قَوامِها القُزَحيِّ
وهِي في الحريق..
وُهوَ حُلْمُها ألنهاريّ
ونايٌ لـها..
في يَدِ الرّيحِ.
دوري أيّتُها الأفلاك
وشْمُها ذاكَ المسحور
شَجَرٌ يَسْكُنُ فيهِ.
يَغيمُ في الرُّؤى
وهُو وعْلٌ..
رأى ياحضرات.
خَطْوُهُ أوْدِيَةٌ
وَغابَاتُ أمْداحٍ.
أنْظروا الْمَباهِجَ
تأكُلُ بَعْضها ..
والْمَواويل تشْتَجِرُ.
هذا تغْريبَةٌ تنْداحُ
وفي قَوافيهِ رِياحُ
أعْراسِها الفيحاء
مِثْلَ زَيْزَفونٍ.
وحْدَهُ يَتّسِعُ على
ضِفافِ الفُراتِ..
على شُطوطِ
النّيلِ وَنَهْرِ سَبو !
يقولُ لا ..
لا تُصالِح (…)
ولا يُصانِعُ !
رَنينُهُ الْمُمانِعُ..
يَجْلبُ الصّدى
ويَجْلو الصُّوَر.
كفى !..
لَن أَتَمادى في
الْحَديثِ عَنْه
هُوَ الأنَ..
يُشاغِبُ في
فلاةٍ عُنْفُوانَها
الأصيلَ في
أحْضانِ العُشْب.
يرى ما يَحْدثُ
ويُجَذّفُ إلى التّكْوينِ
إذْ لا مكان
يَأوي إليه.
في جَسَدي يَجري
يُبايِعُها أنْدَلُساً
وَيُزَوِّجُها (الصّقرَ)
في ميْدانِ الْمَدينةِ.
لهُ في النُّهى لِقاءٌ
معَ جَمالِها الْمَوْعود.
اَلْهُبوبُ الثّمِلُ
يُهَرْوِلُ إلى يَدَيْها
معَ الرُّعاةِ والكَرادِلة.
دائِماً عيْني على البحر
في البرْد يَمشي
يَبْحثُ عَنِ الشّمس..
تَخْفُرُهُ القُرى !
هُو الشِّتاءُ الحزين..
مِعْطَفُهُ الصّنَوْبَرُ.
اَلْمَدارِيُّ يَحلُّ هُنا
بِكُلِّ خَوارِقِهِ يُلَبّي
نِداءَاتِها بيْنَ
أشْباهِ الأحْياء.
لِيَكُـنْ .. هُوَ
الزّمَانُ اسْتَيْقَظَ
يُوقِظُ الْمِياهَ
فـي أعْماقِ
الحَياةِ يا جِيادُ.
اَلجسَدُ يَئِنُّ..
يُطارِحُها الفِراشَ
ويَهْذي بِشَهَواتي.
كانَ لَها أدْعِيةً
حَتّى تاتيَها الغُيوم.
عفْوَكِ امرَأةَ الأحْزانِ
وَجْدُهُ بِكِ
كَوَحْشِ الفَلاةِ..
يَرْسُمكِ تَزْدَهينَ !
بالآغاني يَحْفُرُكِ
على قِرْميدِ
الأسْطُحِ حمامةً
خَضْراءَ ويَنْدُبُ
ضَياعَ الأحلامِ.
اَلْجَنوبِيُّ الخارِجُ..
لـمْ يَزلْ يُنادِمُني !
لا تَقولي تأَخّرَ..
عن أحْوالِكِ
يَسْألُ هَبّةَ ريحٍ.
وأشجانُكِ تنْداح في
قَوافيه كالْوَهَج.
لا تسْألـي أيْن البَحْر
هُوَ يا أمُّ بيْنَ عيْنَيْكِ
يَغْفو كأرْخَبيل.
اَلْقُرْمُطِيُّ أنْتِ
كِتابُهُ الْمَسْطورُ ..
بِأحْلامٍ وَلْهى !
لا بُدّ عائِدٌ مِنَ
القَبائِلِ البائِدة ..
لَرُبّما سَقَطَ في
كَمين..أوْ ضلَّ
خلْفَ أسْلاكٍ
تَحْجُبُ الرُّؤْيا !
رُبّما تأخّرَ يَسْتَريحُ
عَلى أرْصِفَةِ الحُزْن
أوْ تَقَهْقَرَ في
الغُبار يُغالِبُ مثْل
حبْحبٍ ريحاً حاقِدة
خطْوُهُ بروجٌ وَأوْدِيَةٌ
لا بُدّ آتٍ في
طُرُقٍ دائِرِيّةٍ..
أو يَتَخَبّطُ
في الشّوْقِ الْمُرّ
أنا أيضاً أنْتَظِرُ
و دائِماً ..
عيْني على البَحْر
يَحْمِلُ إلى أطفالِ
النّخْلِ أحْلاماً
مُلَوّنَةً وأقلامَ
حِبْرٍ وَ حلْوى.
على وجْهِهِ
فَرَحُ الزّفاف.
لَغْوُهُ ينهَمِرُ ..
هُنا وَهُناك.
هَداياهُ الأمْطارُ
وَ إشْراقاتُكِ وَما
فَقَدْتِ مِن بَياض.
البَحّارُ شَبَحٌ
يَتَمَطّى فينا..
يَرى أعْماقاً لا
يَراها الآخَرونَ
يَشْرئِبُّ كالشّرَر
لَعَلّهُ هُوَ ..
وصَل مِن التّيهِ
وهُو العاشِقُ
في الْميناء.


محمد الزهراوي
أبو نوفل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا قاضي الغرام.... بقلم الاستاذ المبدع مارس نورالدين

بائعة الخبز....بقلم الشاعرة الرائعة الاستاذة نعيمة حرفوش

عزف على اوتار القلب..بقلم الشاعر الغريب