«قلبي ملاك في هواك» بقلم الاستاذ عبد الفتاح الرقاص

قَلْبِي مَلَاكٌ فِي هَوَاكِ
قُـلْ لِلْحَبِيبَةِ فِــــي حِمَــــايَ تَسَيَّـــدِي *** حُبِّي لَهَـــا بِمَـــدَى حَيَاتِـــي سَرْمَـــدِي
لَـوْ أَنْكَــــرَتْ عَنِّـــي الْهــوَى عَاتَبْتُهَــــا  *** وَ أَتَـيْـــتُ بِالْبُـرْهَــــانِ حَتَّـــى تَهْتَــــدِي 
وَ لَـوِ ادَّعَيْتُ أَنَا هَــــوَاهَا قُــــلْ لَهَـــــا  ***  لَا تَـــرْحَمِيـــهِ وَ اغْضَبِـــــي وَتَمَـــــرَّدِي
لَا تَــعْـذِرِيـــهِ مُخـْـطِــئــًا أّوْ مُــذْنِــبــــًا  ***  إِنْ كُــــنْـــتِ حَتَّـــى الْآنَ لَـــمْ تَتَــرَدَّدِي 
ثُمّ اطْلُبِي الْقَاضِي وَ قُولِـي:سَيِّـــدِي  *** مَــاذَا تَـــــرَى فِـــي أمْــــرِهِ يَا سَيِّـــدِي؟
هُوَ شَـــاعِرٌ كَلِمَـــاتُـــهُ نَغَـــــمٌ شَـــدَا  ***  وَ خَلِيــــلُ قَــــافِيَــةٍ تَغَـــــارُ  لِسُــؤْدَدِي     
قَـــدْ قَـــالَ لِـي كَــمْ مَرَّةٍ يَـا حُلْوَتِـــي  *** وَ أثَــارَ قَلْبِــــي بِالْهَـــوَى كَـــالْمَـوْقِــــدِ
لَـكِنّنِـــي امْــــرَأَةٌ وَ قَـــــدْ جَــاوَبْتُــــهُ  *** حَــــــاوِلْ تَفَــهُّـــمَ مَـوْقِفِـــي وَ تَــرَدُّدِي
عَجَبًا لَهَا فِي حَضْرَةِ الْقَاضِي اشْتَكَتْ  *** وَ تَظَـــاهَرَتْ بِتَجَاهُـلِـــي فِي الْمَشْهَــدِ         
وَ عُيُـونُهَـــا بِمَرَافِـــئِ الشَّوْقِ الّتِـــي  *** كَــانَــتْ لَنَــــا فِيــهَا أَمَــانِـي الْمَـــوعِـــدِ 
قُـــلْ لِلْحَبِيبَــةِ فِـــي جَـوَابِي حُجَّتِـي  *** بَلْ لِــي شُهُـــودٌ لَــوْ سَمَحْتُمْ سَيِّـــدِي
فَأنَــــا الَّــذِي أحْبَبْتُهَـــا وَ أنَــا الّــــذِي  ***  آمَنْـتُ بِالْحُــبِّ الَّــذِي صَنَــعَتْ يَــــــدِي     
مَا كُنْتُ أفْقَهُ فِي الْهَوَى حَتَّى اكْتَوَى  ***  بِالشَّوْقِ قَلْبِـي فِي انْتِظَـــارِ الْمَوْعِــــدِ
مَا كُنْتُ أعْرِفُ فِي النُّجُــومِ صَبَــابَـــةً  ***  حَتَّـى نَكَرْتُ عَلَى اللّيَــالِــي مَرْقَـــــدِي
الشّوْقُ يَعْــرِفُ قِصَّتِـــي وَ تَعَاسَتِـي  ***  وَ اللّيْلُ يَحْــرُسُ لِلْقَــوَافِـــي مَعْبَـــــدِي       
هَـذَا فُـؤَادِي أنْــــتِ نَبـْضُ حَيَــاتِـــــهِ  ***  صَعْــبٌ عَلَيْـهِ الشَّـــوْقُ إِنْ لَمْ تُوجَـــدِي
قَدْ أصْــدَرَ الْقَـــاضِــي قَرَارَ بَرَاءَتِــــي  ***  قَلْبِــــي مَـــلَاكٌ فِـــي هَـــوَاكِ تَأَكَّـــدِي   
وَ سَعِدْتُ لَمَّــا كَانَ حُبُّــكِ سَاجِنِــــي  *** وَ مُـنَـــايَ أنْــتِ حَبِيـبَتِــي أنْ تَسْــعَـدِي 
وَ دَعَوْتُ رَبِّــي خَـــاشِعــًا وَ مُنَاجِيـــًا  ***  سُبْحَـــانَــهُ فِــي عُــزْلَتِـــي وَ تَهَجُّـــدِي 
يَـا لَيْتَ سِجْنِـي طَــالَ فِيـهِ نَلْتَقِـــي  ***  يَـا لَيْتَ حُكْمِي كَــانَ حُــكْــــمَ مُــؤَبَّـــــدِ

بقلم : عبد الفتاح الرقاص
المغرب
ملاحظة: نظمت القصيدة على بحر الكامل (متفاعلن متفاعلن متفاعلن) و قد وقع أحيانا  في التفعيلة إضمار  بتسكين الثاني المتحرك في العروض و الضرب و الحشو.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا قاضي الغرام.... بقلم الاستاذ المبدع مارس نورالدين

بائعة الخبز....بقلم الشاعرة الرائعة الاستاذة نعيمة حرفوش

عزف على اوتار القلب..بقلم الشاعر الغريب