رسالة النسيم.... للاستاذ الراقي حسن العطار

تَلَطَّف بِمَحبوبي شَفيفاً بلا عَصفِ
             وَحَمَّلْ رسالاتٍ فَضَحنَ الَّذي أخفي
فَمِنها الدُّموعُ السَّاجِماتُ وَالجوى
                وَسُهْدُ الَّليالي الحالِكاتِ وَما أُلْفي
وَلا تَنشُرُ المَعروضَ إِنْ كانَ غافِلاً
         فَقَد يَبعَثُ المَعروضُ شيئاً مِنَ الخَوفِ
فإِنْ كانَ أَمْرُ العَرضِ مُكْتَمِلُ الرِّضا
        وَلا ضَيرَ في نَشْرِ الضِّلوعِ على الكَشْفِ
فَبَلِّغهُ أَشْواقاً  تَناهَت  بِوِسْعِها  
            وَفاضَت على الأَيّامِ مِنَ شِدَّةِ الَّلهْفِ
أَتوقُ    لرُؤياهُُ  كأَنِّي  بِلا  عَينٍ  
              فَلا نَظَرَت لِلْغَيْرِ عَنْ ساهِمِ الطَّرفِ
تَجودُ بِذَرفِ الدَّمعِ مِن ْوَطأَةِ النَّوى
           وَلَيسَ لَها في السَّيرِ فِعلٌ مِنْ الحَيفِ
وَلكِنَّ صَدَّاً مِنْ حَبيبٍ هُوَ الرَّدى
          وَصَدُّ حَبيبَ القَلْبِ ضَربٌ مِنْ الحَتفِ
فَتِلْكَ حَياةُ   العاشِقِينَ  كَمَيْسَرٍ
            مُغامَرَةُ الخَصمَينِ تَمضي على زَيفِ
فَما كانَ في المَحصولِ غَيرُ عَنائِهِ
         وَما كانَ يُلْهي القَلْبَ مِنْ ساقِطِ النَّتفِ
وَزَورةُ   أَطيافٍ تَغَشَّت  شَباهَةً
            بِبَدرِ الدُّجى حَيثُ المَزارُ على طَيفِ
مَقامُهُ في الأَركانِ مِنْ كُلِّ جانب
          وَمِنْ لَثْمَةِ الجُدرانِ وَالَّلمْسُ في الكَفِِّ
أَحومُ على الذِّكْرى كأَنِّي أَحُجُّها
               لَها مَنسَكُ الأَشْواقِ ثُمَّ إلى الوَقْفِ
وَبَلِّغْهُ صَولاتِ الهُمومِ بِما طَغَت
             وَكَيفَ أُعاني الهَمَّ مِنْ شِدَّةِ الزَّحفِ
وَذَكِّرهُ في مَوتِ الَّليالي وَسَقطِها
          وَكَيفَ نرى الإحياءَ مِنْ مَسمَعِ العََزفِ
وَكَيفَ  ظَلامُ  الَّليلِ  حالَ تَبَلُّجاً
              فَبانَ جَمالُ الوَجهِ في لَيلَةِ النِّصفِ
وَجيدٌ كأَنَّ الصَّفحَ صَرحٌ   مُمَرَّدٌ
           كذلكَ صَفحُ الصَّدرِ وَصلاً إلى الرَّدفِ
وَكَيفَ تَناجَينا على صَبوَةِ الهوى
                نُبادِلُ قُبْلاتٍ صَبَوْنَ على الرَّشْفِ

                    حسن عيسى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عزف على اوتار القلب..بقلم الشاعر الغريب

يا قاضي الغرام.... بقلم الاستاذ المبدع مارس نورالدين

بائعة الخبز....بقلم الشاعرة الرائعة الاستاذة نعيمة حرفوش