«عنقاء انا.....» بقلم الاستاذة المبدعة رحاب كنعان

في هذا اليوم مازالت جراح وانات ثكالى غزة تتناثر بين المسافات كما ان هذا اليوم يصادف ذكرى مجزرة تل الزعتر التي مازالت دمائهم واشلائهم معلقة على اهداب الشمس ليتعانق الجرح الفلسطيني  في الوطن والشتات وهذا الجرح الذي افتقدت فيه اهلي واقاربي 51 شهيد عام 1967 ولهذه الذكرى اهدي كلماتي هذه لاهلي  -----     لابي --- وامي --- واخوتي الخمسة ----واخواتي الثلاثه  ---    واعمامي ---- وابني ------    ولكل الشهداء ---
عنقاء انا ---------------------------------
---------------------------
صرختي صبرا وشاتيلا
ودمي تل الزعتر
 والزعتر -- جرحي الابدي
سلاما ---
 لوجهك الشامخ  فوق الحطام
سلاما --
 يا انشودة تلد رغم  الدخان والركام
حاصرك الجوع
دق اجراس الدم
كتم الهديل
لم يبق سوى ايات من الذكر
تلاها ابي -- قبل السفر
وبعض صور
تنفخ في ساحة الدكوانة--
 لقوافل --
سارت بركب ضمير المؤتمرات
غفت على صدر الرحمن
وموجة من الاحزان
تقذفني على ضفاف الزمن
نهضت من سكرة الوجع
وقفت على شرفة الذاكرة
اردد الحروف--
والاسماء
والانتماء
من حملته وحملني بالاحشاء
يا تل الزعتر
فر لساني مني
يا اهلي --- يا جيراني
فرت عيوني مني
فرت نفسي من نفسي
صرخت-------
رغم ازدحام الاسماء
رغم انكسار الذاكرة
رغم لون المذابح
ستبقى ايها التل --- وردة في السماء
وما زلت---
عنقاء انا عنقاء
ابدا لا انحني
هناك --- عند بوابات الموت
مازالت وجوههم --ترسم شجر الحرية
فوق اجنحة البنادق -- لتمسح شجني
وتنفض الغبار المرصوف
تكتب قصيدة المعاجم-- والفصول
وانا عند رصيف المذابح-- في مشوار البحث
عن مساحة لدمي
مازلت لم امت بعد--- منذ قرن ونيف
ولم يغزل كفني--- رغم نداءات الذئاب
لترتيب الحروف
لاني --- مازلت احتضن ضفائر امي
 والوح بمنديل اختي المخضر
وقنديل  عمومتي--- يضاجع الاحتضار
يقتلع الموت  من جسد
لتبداء حروف زمني---
هنا ناموا----هنا جلسوا
حفروا الذكريات
ستبقى بالذاكرة ايها التل
رغم الممات --- والممات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عزف على اوتار القلب..بقلم الشاعر الغريب

يا قاضي الغرام.... بقلم الاستاذ المبدع مارس نورالدين

بائعة الخبز....بقلم الشاعرة الرائعة الاستاذة نعيمة حرفوش