يا قاضي الغرام.... بقلم الاستاذ المبدع مارس نورالدين

مفترق الفراق
للشاعر السوري الراقي نصر مصطفى

سألتني إلى أين ؟
إلى !
هناكَ !
إليكِ !
سأنتظرُ اللقاء !
إلى !
حيثُ !
تغفو الحشرجاتُ في الصدورْ
و تختبئ الأحلامُ خلفَ الجفونْ
إلى !
حيثُ !
تسكُنَ القلوبَ
أحلام ُ طُهرتْ بدمعِ العيونْ
تخرجُ الٱهاتُ
منْ قمقم الصمتِ المسكونْ
.....
المسكونُ
ببقايا صورٍ
بأطيافِ ذكرياتٍ
تراقصُ ألحانَ الشجونْ
لوجهٍ في الذاكرةِ مدفونْ
حمِلَ الأماني و رحلْ
سارقاً لحظةَ الأملْ
تاركاً حنينٌ في المقلْ
إلى !
أشواقٍ ترحلْ
مع الٱيامِ تسيرْ
تقتربُ منَ المستحيلْ
تسبحُ في بحرِ الٱنينْ
و تطفو على زبدِ الحنينْ
تروي عطشَ السنينْ
و تعزفُ على أوتارِ
القلبِ الحزينْ
..
إلى !
حيثُ !
لاحقتكَ الروحْ
على مفارقِ الفضاءِ الفسيحْ
تحلقُ على أجنحةِ المدى
تُسيرّها الريحْ
ٱلى هناكَ !
قبلُ اللقاءْ !
بعدُ الفراقْ !
حيثُ !
لهثتْ في أعماقكِ أنفاسي
ضجرتْ منكِ ساعاتي
تسارعتْ خطواتكِ مع نبضاتي
إلى !
حيث !
أهديتكَ كلَّ اوقاتي
..
هناكَ !
على أطرافِ الأفقِ البعيدْ
تزايدتْ شهقاتي
اختنقت مع غصاتي
لتواري حُلمٍ
دُفنَ في بئرِ الرحيلْ
يترددُ صدى الصمتِ
في سوادِ الليلْ
تأفل الشمس
تسرقَ الضياءْ
........
هناكَ !
على جدارِ المفترقْ
ضاعتْ سنوات العمرْ
أحرقتها الأحلامْ
جسدٌ اغتصبته الٱلامْ
تقاسمتهُ همومَ الٱيامْ
و قلبٌ لا يزالُ ينبض
بأنفاسِ الحياةْ
لربما تزهرُ الورودَ
على الخدودِ الجافةْ
على الشفاهِ المتيبسةْ
........
إلى !
حيثُ !
تكسّرتْ اللحظاتْ
شظايا تتناثر
على مفترقِ الفراقْ
ضاعتْ في اللامنتهى
و طالَ الانتظارْ
تلاشتْ في سكونِ المتاهاتْ
في قاعِ الظلماتْ
و أنا هناكَ
أبحثُ
عنْ نجمٍ هوى على دروبِ المفترقاتْ
امتطى صهوةَ الضياع
على بساطٍ
طرزّتهُ اللقاءاتْ
من أشواكِ الفراقْ
قذفتهُ رياحٌ بكرُ
أملاً بلقاءْ

بقلمي نصر مصطفى
٤/٩/٢٠١٧

سوريا - حمص