طاووس الغبار ...

                   شعر : مصطفى الحاج حسين .

من شقوقِ الدّهشةِ

أتسلّلُ إلى نزيفي

أتنصّتُ على صمتي

وأسترقُ النظرَ إلى أحلامي

مخبّأةٌ في سراديبِ النّبضِ

لا تجهر بنارها

أراها تفعمُ بالشروقِ

يتكَوَّنُ الفجرَ في دمي

وتنمو فضاءات الصّهيل

ستولدُ في داخلي الصّرخةُ

وتدكُّ الأرض بالرّعدِ

سيهطلُ الضّوءُ من ظلمتي

ويثورُ ركامُ الخوفِ

إعصارُ جنونٍ حارقٍ

يحطِّمُ سدودَ الجّفافِ

ويرتطمُ بأحجارِ الموتِ

وتحبو على لغتي

أوجاعُ السّؤالِ

تنسابُ من أحرفي

جمراتُ الدّمعِ

أتلمَّسُ ما ضاعَ منّي

من وميضِ الخطواتِ

وفضاءٌ متعرّجِ الإشتعالِ

تتحسَّسني شهقةُ الكلماتِ

وصوتي المترهّلُ النّبراتِ

المكبّلُ بعثراتِ العمرِ

تتوجَّسني ملامحُ وحدتي

تخطفُ من وجعي احتمالاتِ الرّيحِ

وأشرعتي يمزّقها صدى هروبي

ألاحقُ فيضَ التٌصحرِ

ألازمُ انهمار الرّجاء

أنا بكاءُ الأزمنةِ

وانتحارُ الهواء الكفيف

تركتُ خلفي بلاداً

مهدّمةَ الأضواء

ترزحُ تحتَ وطأةِ الكارثةِ

يحكمها طاووسُ الغبارِ

تلتهمُ ساكنيها

بلا أدنى ترددٍ

يزمجرُ العدمُ على أبوابها

يحيطها الانهيار

تحيقُ بها زلازلُ

البغضاءِ

القادمةُ من سحيقِ

الكفر .

                         مصطفى الحاج حسين .
                                إسطنبول
.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا قاضي الغرام.... بقلم الاستاذ المبدع مارس نورالدين

بائعة الخبز....بقلم الشاعرة الرائعة الاستاذة نعيمة حرفوش

عزف على اوتار القلب..بقلم الشاعر الغريب