(قصّة قصيرة_قق_) بقلم الشاعر المتألق أكثم جهاد
عابِرَةٌ
تَأَمّلْتُ صَفاءَ الماءَ بِذاكَ الكَأْسَ، وَبِمِلْءِ الروحِ شاهَدْتُ النّصْفَ الآخَرَ مِنْ أَصْقاعِ الماضي الدّفين، ذَلِكَ الوَجْهُ المَلائِكِيّ لَمْ يَهْرَمْ بَعْدُ..تَقَدّّمَ بِيَ العُمْرَ مَعَ سِباقَ السّنينَ أمّا هِيَ كَالغَزالَة في مُقْتَبَلِ العُمْرِ..لَمْ أنْسَ أَبَداً ذَلِكَ الحُبّ الّذي أَصابَنا في تِلْكَ الًلحَظَةِ عَلى مَدارجِ الرّحيلِ عِنْدَما التَقَيْنا عَلى جَناحِ الهِجْرَةِ إِلى أواصِرِ المَجْهولِ. تَقابَلَتِ النّظَراتُ تَواعَدَتِ الهَمَساتُ عِنْدَ ناصِيَةَ الوَلَهَ خَلْفَ حُدودَ الفُراقَ، كَسّرْنا حاجِزَ الصّمْتَ المَنيعَ..صَرَخَ القَلْبُ مِنْ شِفاهِنا بِكَلِمَةِ أُحِبّك..لَمْ أَعْرِفْ اسْمَها حينَها ، لكِنّ حُروفُها تَغَلْغَلَتْ في مَساماتِ الرّوحِ..أَيَكونَ ذلِكَ مِنْ جُنونِ العِشْقِ أَمْ أَنّ طَيْفَها أَخْبَرَ طَيْفي عَنْ رَسْمَها، لا أَيّها القَدَرُ خَطَفْتَها مِنْ أَمامِ ناظِرَيّ عَلى غَفْلَةٍ مِنْ أَجْفاني ما أَخَفّ يَدَيْكَ ، لكِنّكَ لَمْ تَسْتَطِعْ سَلْبَها مِنْ قَلْبي، سَأَظَلّ أَبْحَثُ عَنْها حَتّى وَإِنْ كُنْتُ واقِفاً عَلى شُرْفَةِ مَنْزِلي المُطِلّ عَلى ضَريحَها مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ أَعْوامٍ.
بقلمي/أكثم جهاد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا قاضي الغرام.... بقلم الاستاذ المبدع مارس نورالدين

بائعة الخبز....بقلم الشاعرة الرائعة الاستاذة نعيمة حرفوش

عزف على اوتار القلب..بقلم الشاعر الغريب