حتى يثبت العكس.... بقلم الاستاذة المبدعة هيفاء نصري
حتى يثبت العكس
الرجوعُ عن الحبِّ فضيلةٌ ،
حين تصبحُ لقاءاتُنا واجبٌ قاطعٌ
كمنشارٍ حادٍّ
حين يموتُ الشوقُ وتحتضرُ اللهفةُ
وكلٌّ منا ينتظرُ الآخرَ كي يعلنَ الرحيل
لا يوجدُ حقيبةٌ تتّسعُ لخيبتِنا
لو فكّرنا أن نأخذَ ذنوبِنا معنا
إلى نهاياتِ العمر
لو فكّرنا أن نأخذَ ذكرياتِنا
التي تراكمَ عليها غبارُ السنينِ
هكذا كنتُ دائماً
أرفضُ أن أتذكّرَ ، وأرفضُ أن أنسى
كلُّ لحظاتِ حياتي وضعتُها في صندوقٍ
وأقفلتُ عليها
في الجانبِ المعتمِ من قلبي
أتفقدُها بين الحينِ والحين
دونَ أن أنفضَ عنها الغُبار
أخافُ أن المسَها فأحرّكُ وجعَ العمرِ
العالقِ بين بين
فلا هو قادرٌ أن يصبحَ ماضٍ ، ولا هو حاضرٌ أعيشُه
وكيف لي أن أقفزَ نحوَ مستقبلٍ جديد
وأشواكُ الخيبةِ تلاحقُني ...؟
معكَ أعلنتُ تمرّدي على دورتي الحياتية
حاولتُ أن أزيلَ عن أيامي خيوطَ العنكبوتِ
وها أنتَ تصرُّ أن تعيدَني إلى شرنقَتي
تقطعُ كلَّ الجسورِ الواصلةِ بيني وبين الفرح
تحاصرُ أشواقي إليك وتنكرُّ عليَّ حقي في احتوائِك
هكذا صرتُ أفهمُ الحبَّ
بعد أن قضيتُ عمري
أنهضُ من رمادِ الانصهار في كيانِ الحبيبِ
هكذا تعلّمتُ العشقَ رغمَ خيباتي المتكررة
وما زلتُ أسيرُ على نهجي الذي اعتدتُ
صارَ الحبُّ عندي
أن تبقى أنت ...وأبقى أنا
ألّا ينصهرُ أحدُنا في بوتقةِ الآخر
لأننا حين نقررُ الرحيل
لن نختلفَ من سيحيى على أنقاضِ الآخر
تعلّمتُ الدرسَ جيداً يا سيدي
أحببتُك وانتهينا
أحببتَني وانتهينا
بلا ذكرياتٍ ...بلا نسيان
فقط حقيبةٌ قد تتسعُ لها
أو لا تتسعُ خيبتي بك
وربما خيبتُكَ بي
ويبقى الرجوعُ عن الحبِّ فضيلة
حتى يثبتَ العكس
هيفاء نصري
شاعرة الشام \سورية
الرجوعُ عن الحبِّ فضيلةٌ ،
حين تصبحُ لقاءاتُنا واجبٌ قاطعٌ
كمنشارٍ حادٍّ
حين يموتُ الشوقُ وتحتضرُ اللهفةُ
وكلٌّ منا ينتظرُ الآخرَ كي يعلنَ الرحيل
لا يوجدُ حقيبةٌ تتّسعُ لخيبتِنا
لو فكّرنا أن نأخذَ ذنوبِنا معنا
إلى نهاياتِ العمر
لو فكّرنا أن نأخذَ ذكرياتِنا
التي تراكمَ عليها غبارُ السنينِ
هكذا كنتُ دائماً
أرفضُ أن أتذكّرَ ، وأرفضُ أن أنسى
كلُّ لحظاتِ حياتي وضعتُها في صندوقٍ
وأقفلتُ عليها
في الجانبِ المعتمِ من قلبي
أتفقدُها بين الحينِ والحين
دونَ أن أنفضَ عنها الغُبار
أخافُ أن المسَها فأحرّكُ وجعَ العمرِ
العالقِ بين بين
فلا هو قادرٌ أن يصبحَ ماضٍ ، ولا هو حاضرٌ أعيشُه
وكيف لي أن أقفزَ نحوَ مستقبلٍ جديد
وأشواكُ الخيبةِ تلاحقُني ...؟
معكَ أعلنتُ تمرّدي على دورتي الحياتية
حاولتُ أن أزيلَ عن أيامي خيوطَ العنكبوتِ
وها أنتَ تصرُّ أن تعيدَني إلى شرنقَتي
تقطعُ كلَّ الجسورِ الواصلةِ بيني وبين الفرح
تحاصرُ أشواقي إليك وتنكرُّ عليَّ حقي في احتوائِك
هكذا صرتُ أفهمُ الحبَّ
بعد أن قضيتُ عمري
أنهضُ من رمادِ الانصهار في كيانِ الحبيبِ
هكذا تعلّمتُ العشقَ رغمَ خيباتي المتكررة
وما زلتُ أسيرُ على نهجي الذي اعتدتُ
صارَ الحبُّ عندي
أن تبقى أنت ...وأبقى أنا
ألّا ينصهرُ أحدُنا في بوتقةِ الآخر
لأننا حين نقررُ الرحيل
لن نختلفَ من سيحيى على أنقاضِ الآخر
تعلّمتُ الدرسَ جيداً يا سيدي
أحببتُك وانتهينا
أحببتَني وانتهينا
بلا ذكرياتٍ ...بلا نسيان
فقط حقيبةٌ قد تتسعُ لها
أو لا تتسعُ خيبتي بك
وربما خيبتُكَ بي
ويبقى الرجوعُ عن الحبِّ فضيلة
حتى يثبتَ العكس
هيفاء نصري
شاعرة الشام \سورية
كل الشكر لرعاة الادب في مجلة قصائد الشوق
ردحذف