مثير هذا المزاج الواقعة..... بقلم الاستاذ المبدع كاتب عشريني

مثير هذا المزاج الواقعة/كاتب عشرينى

مثل بريق الليل تبدو الحياة سوداء مرشوشة بقطرات ضوء تزينها ...
لمن تاه بعد قدوم الليل على الشرفة يجادل ظله كم كان محظوظا إذ كان ظلا ..
أعني أنا ..
ويخبره ..
أن لا شيء يزعجه ..

لا غدر المغيب ولا انبثاق الشمس من مولدها ..
لا هبوب الرياح ولا العتاب أيضا ..
لا مطر يبلله ..
لا حب يخسره ..
لا نار تحرقه ولا كذبات البشر ..

كم كان محظوظا إذ كان ظلا ..
وقال أيضا بعد ساعات وقوف طوال إن ذوق الحليب كان مرا ..

مثل صقيع الفجر فجرا ..

يشبه يوم الولادة يوم الوفاة ..
لا وقت لتفقد الوقت حين يحين وقتهما..
تملؤهما الدموع ..
يملؤهما البكاء ..

ونضيع بين ذاك وذاك ..
لا وقت لدينا لننزف مشاعرنا ..
ظلي وأنا ..

لنملأ الفراغ الذي بيننا ..
على الأوراق ..
على قلوب من تمنت قلوبنا ..
أو أن عيد نحت الذكريات ..

فقط فعل الأشياء غلطا هو كل ما نملكه ..
كأن تلجمنا عواطفنا ..
كأن تربكنا اللحظات السعيدة ..
كأن نشهق ضاحكين حين يصير الحزن شيئا يتدفق داخل أواصلنا ..
أو أن نبتسم حين يضيع منا الكلام ..

لكن لا وقت لنكون ما لأجله كنا ..
لنختار عطرا ..
ولونا ..
ورقما ..
ويوما يميزنا عما كنا ..

لنرفرف فكرة في عقل عقل شخص ما ..
ونبقى وترا..
خيطا ..
وأثرا ..
في نباح كلب ما ..

فقط كنجم خجول خلف السماء ..
كحطام زورق أسفل قاع الذكريات ..
كمُريد لا يريد ما يريد ..

ها نحن الذين نحن الآن ..
لكن بعد مائة عام ..
لن يكون منا إلا المكان والزمان والنسيان وكل بقايا الكان ..

كحرف ولد مكسورا بعد جفاف القلم ..
قبل أن  تتم ولادته ..
فصار قبحا ..
يموت ليلا ..
ويفيق صبحا ..
على انكسار سقف البيت ..

يضحك نصفنا الفارغ ..
ويبكي نصفنا الثاني ..
فارغ لبنا والفؤاد ..

سيان ما بين لون الزجاج ولون جدار البيت ..
يربكنا حياؤهما ..

خلف الجدار أسمع صوت انكسار حطامي  ..
ولا يزال ينكسر ..
وينكسر ..
وينكسر ..
مثل سقوط الهواء على طرف الجريدة ..
يتراقصان على الرصيف قليلا وينسحبان ..

ويشحذني اعوجاج الماضي ..
يؤسفني ..
مثل أبعد يوم يبعدني عن الوفاة ..

وعبر الزجاج أرى وردة ،  ،  معطفا ورديا  ، وجها اعرفه ، ويدين باردتين ..
لا فرصة للمسهما ..
وعينان زجاجيتان تنطفآن مثل فتيل الليل ..
وتنطفآن ..
أشتاقهما ..
وتبتعدان ..

تقتلي الحياة حياتي ..
تمزقني زوايا البيت ..
لمن أواصل الظهور بعد يومي ..
لا لشيء ما ..
 أكون لذاتي ..

أحرقني المطر ..
آلمتني رياح الليل ..
وغطى الثلج كل بكائي ..

مثير هذا المجاز الواقعي ..
حين يبيت ملح العين دليل وجودنا في الحياة ..
حتما يبيت الوداع شيئا ظروريا تدارسه ..
مثل رسم شكل اللقاء ..

تدحرج الزمان عنا ..
وأنزوينا أطفالا صما بكما وعميا ..
ظلي وأنا ..

بين ثنايا الفراغ العاطفي ..
وبرد الوحدة ..
وخلف سواد الليل ..

حبا يثور وكرها يجور بين اثنين ..
بين يدان تفترقان ..
أو قلعتين رملتين ..
تبوحان للموج بسرهما وتختفيان مثل انطفاء الليل ..

وأتينا ..
لِما أتينا ..

لنضحك ونبكي ..

ونيأس حين تصير السماء رمزا للمساء ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا قاضي الغرام.... بقلم الاستاذ المبدع مارس نورالدين

بائعة الخبز....بقلم الشاعرة الرائعة الاستاذة نعيمة حرفوش

عزف على اوتار القلب..بقلم الشاعر الغريب